إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

540 ـ عزيز علي المصري: (1879 ـ 1965)

عسكري وسياسي مصري من طلائع الحركة العربية.

ولد بالقاهرة، لأسرة أصلها من البصرة، وكانت تعرف بآل عرفات، نزح أحد أجداده إلى القفقاس للتجارة، وولد له علي، وهاجر علي إلى الأستانة فأقطعه السلطان عبدالحميد أرضاً في مصر فانتقل إليها، وبها ولد عزيز علي المصري، وتعلم في مصر ثم بالمدرسة الحربية في استنبول، والتحق بالجيش العثماني، وتخرج من كلية أركان الحرب عام 1904، وتولى القيادة في قتال العصابات البلغارية واليونانية والألبانية، وعين مدرساً بكلية الأركان بتركيا عام 1907، ثم مفتشاً للجيش بولاية سالونيك، اشترك في ثورة البانيا عام 1908 ثم استقال، ودخل جمعية تركيا الفتاة قبيل الدستور العثماني.

استدعته الحكومة التركية لقمع ثورة اليمن، فأجرى اتفاقاً مع الإمام يحيى، واشترك مع العثمانيين في مقاومة الغزو الإيطالي لليبيا في عام 1911، وعاد إلى الأستانة عام 1914 وشارك في تأليف حزب "العهد العربي" لتحقيق الوحدة بين العرب والأتراك، واستقال من الجيش، فقبض عليه في استنبول، وحوكم محاكمة صورية، انتهت بالحكم بإعدامه. وضج العالم العربي والسفارة البريطانية، ونجا من الإعدام بتدخل الإنجليز، وعاد إلى مصر، ونشبت الحرب العلمية الأولى، واشترك مع الشريف حسين في أول مراحل الثورة العربية الكبرى، ثم تركة ورحل إلى أسبانيا وسمح له بالعودة إلى مصر في عام  1923، ورفض الإنجليز تعيينه بالجيش فعين مديراً لمدرسة البوليس من 1928 إلى 1936، وعهد إليه الملك فؤاد برعاية ابنه فاروق في لندن، فصحبه عام 1936 لاستكمال تعليمه هناك فاصطدم ببعض حاشية الأمير فاروق. وعاد إلى مصر، وفي عام 1938 عين مفتشاً عاماً للجيش المصري، وعندما رأس على ماهر الوزارة في عام 1939 عين عزيز المصري رئيساً لأركان الجيش، وعرف وقتها بكراهيته للإنجليز، وأكسبه هذا مع ماضية العسكري السياسي سمعة طيبة بين شباب الضباط الوطنيين، أحيل للمعاش لاتهام الإنجليز له بالاتصال بالألمان، ولعدم تعاونه معهم، وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية، وثار رشيد عالي في العراق، ركب عزيز المصري طائرة حربية في عام 1941 للفرار بها مع اثنين من ضباط سلاح الطيران إلى العراق للاشتراك في ثورة رشيد، وقيل كان بهدف الهروب لألمانيا، سقطت بهم الطائرة قبل أن تبتعد عن القاهرة، فاعتقل حتى نهاية الحرب 1945، ساهم في تنظيم حركة الفدائيين المصريين في قناة السويس عام 1951، في عهد ثورة 23 يوليو بمصر عين سفيراً لمصر بموسكو (1953 - 1954) ثم تقاعد.

كان عزيز المصري حر الفكر، كريم اليد، وقوراً، يكره التزلف، ويحسن التركية والفرنسية والألمانية، وكان لشخصيته العسكرية السياسية ولتاريخه في الكفاح السري ولكراهيته للإنجليز أثر في جيل الضباط الذي تشكل منه الضباط الأحرار بمصر فيما بعد.